اسرائيل وامريكا تريدان ضرب ايران بالعراق..
ــ مهدي الصبيحاوي ..
ماجستير قانون عام
بعد تهديدات بن جاسم القطري برسائل امريكية واسرائيلية لايران واحتمالية توجية ضربة عسكرية للجمهورية داخل اراضيها .
أرى أنها مع فرضيتها لكنها فرضية خاطئة وبعيدة كل البعد.
اولاً على اعتبارها فرضية خاطئة لعدة اسباب منها أن امريكا واسرائيل تعيان قوة الجمهورية داخل المنطقة والشرق الاوسط، واما على اعتبارها فرضية بعيدة التطبيق، ذلك أن االأهداف الامريكية للجمهورية الايرانية مرصودة جميعها بالاقمار الصناعية، وامريكا تعرف ذلك، وحتى التنفيذ لا يكون حصراً من الجانب الايراني قطعاً.. فالجنوب اللبناني سيكون له رد، فصواريخ نصر الله تعرف طريقها للقواعد الموجودة في العراق، وكتائب حزب الله (التي لم تنس السفيرة الامريكية ذكرهم بجميع اجتماعاتها مع السيد السوادني) تتنظر أوامر التنفيذ، مضافاً إلى أن قواعدها في الخليج وارامكو ستكونان متنفساً عن غضب أنصار الله ( الحوثي).
وبهذا فإن النتيجة معروفة، وهي أن امريكا واسرائيل لا تذهبان الى هذا الخيار ابداً، حيث أن انعكاساته واضحة تماماً (كتورط البعض بقضية مطار بغداد وخيانتهم بالثأر لدماء الشهداء).
لكن الفرضية لها احتمال ثالث ، وهو ضرب ايران بقطع علاقات بعض حلفائها بالمنطقة وخاصة العراق، وينفذ ذلك باجندتها الموجودة داخل العراق الذين يعملون على إقناع المجتمع العراقي ان سبب رفع سعر صرف الدولار هو تهريب العملة للجمهورية الاسلامية، مع ان تعاملات دول الخليج مع الجمهورية الاسلامية جميعها بالدولار ، وهذا نفس الوهم الذي اقنعوا به الشعب اللبناني والسوري والشعوب التي تؤمن بمحور المقاومة.
امريكا واسرائيل تجدان بالعراق الارض الخصبة لتنفيذ ما يضعانه من خطط
للفوضى السياسية الموجودة حالياً. رغبة الحكومة بإرضاء الغرب على حساب مصالحها وتسيير عجلة الحكومة للاجندات الموجودة التي تعمل على حساب الجانب الغربي التي خرجت الى الواقع بفوضى تشرين وهم نفسهم الذين يرون الجمهورية الاسلامية ولا يرون غيرها، هؤلاء هم خلايا البعث الذين نشطوا بعام 2019 حيث استغلوا الصراع الشيعي الشيعي ( للأسف ) هذا على صعيد الجهل المركب ويأتي بعده الجهل البسيط، الذي انقاد له من قبل جماعات الجهل المركب مستغلين أبسط الحقوق التي يفتقدها المجتمع العراقي وهي الفقر والبطالة وارتفاع اسعار الصرف مستفيدين بذلك من العقل الجمعي العراقي، العقل الذي يجعله ينسى قاتل أحد أفراد عائلته، مما جعله يصادق العدو ويعادي الصديق، والدليل مؤخراً ما شهدته البصرة.
لذلك يجب معرفة أهم الأمور التي تدفع بأمريكا والاحتلال الصهيوني الى خلق فوضى مشابهة لعام 2006 وصولاً لعام 2011 وعام 2014 وعام 2019 هذه الفوضى ليس على فرض العراق، بل على مستوى الشرق الاوسط .
ومن اهم هذه الاسباب
_الصراع السياسي الذي تعيشه الولايات المتحدة الامريكية
_تحول العالم الى ثنائية القطب بدلاً من القطب الواحد
_الظروف الجوية التي يعيشها الغرب
_التقارب الروسي الصيني مع محور الشرق الاوسط بجميع الامور
_الصراع والانقسام الذي تعيشه حكومة الاحتلال الصهيوني
_الهجرة اليهودية بفعل الصراع السياسي من فلسطين مما جعلهم يعتقدون بالتهديد للأمن القومي للكيان الصهيوني .
_التقارب الخليجي الايراني مع بعض الدول التي طالبت بإعادة تحسين العلاقة مع الجمهورية الاسلامية.
جميع هذه الامور وغيرها الكثير هي من تدعوا الى التهديدات الامريكية والاسرائيلية لأمن المنطقة كما كانت عن طريق عراب الربيع العربي حمد بن جاسم .
والنتيجة تقع على عاتق الحكومات اولاً والقوى الشعبية الجماهيرية ثانياً. خاصة العراق حيث تجب له العودة الى سلاح عام 2014 عندما تكاتف الجميع للمعرفة والتمييز بين الصديق الحقيقي والعدو الذي يقتل القانون والنظام بالقانون.. وهذا يعني أننا بالبصيرة ننتصر عسكرياً وسياساً واقتصادياً واجتماعياً.