رسالة مفتوحة الى السيد مسعود بارزاني
ــ جمعة العطواني ..
مركز افق للدراسات والتحليل السياسي
قرات ردك على المحكمة الاتحادية، المؤسسة القانونية والدستورية المعنية بحل النزاعات المتعلقة بتطبيق مواد الدستور، وقراراتها ملزمة للجميع.
لم استغرب اتهامك للمحكمة باتهامات لا تنم عن لياقة سياسية، كما هو ديدنك في ردودك على اكثر القرارات التي تصدر عن الدولة العراقية ولا تتماشى مع اطماعك الانفصالية ونهب ثروات الدولة.
لم نكن نتحدث سابقا معك باسلوب خارج سياق الدستور والقانون، لاننا نحترم تلك السياقات التي يلزمنا ديننا ومرجعيتنا والدستور نفسه بضرورة الالتزام بها، لكن عندما تصدر تصريحات من شخصية كنا (نزعم) انها تحترم الدستو، ولكنها تتعاطى باستهتار مع ثوابته، والمحاكم المختصة بحل النزاعات، فان ذلك يدعونا الى ان نتعامل معك بالمثل .
كيف لا واننا نتحدث بلغة القانون الذي لم تعترف به منذ اعلانك للاستفتاء في الاقليم من اجل الانفصال عن جسد الدولة والمجتمع العراقي ؟.
تعاطيك مع تفسير المحكمة الاتحادية بانتقائية في قرارتها ينطبق عليك قوله تعالى( ومنهم من يعبد الله على حرف واحد)، اي ان هؤلاء يعبدون الله ما دامت العبادة تتماشى لا تتعارض مع رغباتهم، وبعكسه يكفرون بالله تعالى ، نعم هذا حالك مع المحكمة الاتحادية وسائر مواد الدستور.
اما اتهامك بان المحكمة الاتحادية تنفذ اجندات مشبوهة، فانك بهذا الكلام ينطبق عليك مقولة ( رمتني بدائها وانسلت).
فالذي ينفذ اجندات مشبوهة هو الذي ( يهرب النفط) الى جهات مشبوهة، دون علم الحكومة الاتحادية ولا حتى شركائك بالاقليم ، وكل التقارير والحقائق والوقائع تؤكد تلك الاعمال المشبوهة.
الذي ينفذ اجندات مشبوهة هو الذي يفتح منافذه الحدودية لتهريب المحرمات وغير المحرمات من مختلف المواد والسلع، دون علم من هياة المنافذ الحدودية الاتحادية، وتقارير الهياة لدينا مسطرة بشكل رسمي .
الذي ينفذ اجندات مشبوهة هو الذي يستقبل الصهاينة ويبني معهم علاقة مشبوهة من اجل مساعدته للانفصال من الدولة العراقية .
اما قولك ( بان المحكمة الاتحادية تحل محل محكمة الثورة في زمن النظام السابق)، فمن المعيب ان تتحدث عن النظام السابق وانت اقرب حليف وصديق له، ومقولتك المشهورة المسجلة بالصوت والصورة بان النظام السابق هو ( الضمانة الحقيقية في استقرار العراق ) تثبت تواطئك مع ذلك النظام الذي فتك بالشعب الكوردي والشعب الشيعي معا.
اذا كنت تعبر عن اسفك لما تسميه بالموقف العدائي للمحكمة الاتحادية، فنحن لانعبر عن اسفنا لكل ما صرحت به، لانه يعبر عن ثقافتك السياسية المعادية للدولة واستقرارها واستقلالها ووحدتها.
لكننا نعبر عن اسفنا لاخوتنا الكورد لعدم قدرتنا في الدفاع عن ثرواتهم التي يسرقها (ال بارزاني)، وتهربها العائلة المتحكمة بمقدرات الاقليم .
نعبر عن اسفنا بان المكون الكوردي بعد ان من الله عليه بزوال طغمة البعث الاجرامي يقع تحت سيطرة عائلة مشبوهة العلاقات مع بعض مخابرات المنطقة وتتحكم بمقدرات الشعب الكوردي الجريح .
واخيرا نحذر زعامات الاطار الشيعي وبقية القوى الوطنية من محاولة الاستخفاف بحقوق الشعب العراقي، والتنازل عن اموال العراقيين لصالح ( ال بارزاني)، لانه بالاضافة الى كونه يتعارض مع قرارات المحكمة الاتحادية، فهو يعد متاجرة بحقوق العراقيين الذين يتعرضون الى ظروف اقتصادية صعبة بسبب ارتفاع سعر الدولار.
بامكانكم ان تتنازلوا عن استحقاقاتكم الانتخابية فهذا شانكم ، رغم انه يعد استخفافا باستحقاقات جمهوركم ايضا، لكن اياكم والتنازل عن ثروات شعبنا بصفقات سياسية ومجاملات حزبية.