عطاء السماء وكوثر العصمة..!

عطاء السماء وكوثر العصمة..!

Linkedin
Google plus
whatsapp
أكتوبر 9, 2024 | 8:14 م

ــ ازهار ال عبد الرسول ..

 

تجلي الرحمان، فيض الوجود، ريحانة الهدى، مشكاة سَنا، ونور على نور، حورية أنسية، هاشمية النسب علوية العلقة، ام السبطين الحسن والحسين، حجة الحجج، تلك سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (عليها افضل السلام) التي فطم الخلق عن معرفتها.

ربما يدور تساؤل في الخلد لماذا فاطمة الزهراء (عليها افضل الصلاة والسلام)، تبكي وتندب الرسول (صلى الله عليه واله) حين إلتحق إلى الباري عز وجل؟

وقد عُدت من البكائين، على الرغم من قصر وقت بقائها بعد أبيها، إذ جاء عن الامام الصادق عليه السلام قال : ( البكاءون خمسة آدم ويعقوب , ويوسف , وفاطمة بنت محمد , وعلي بن الحسين). ولا يُخفى على الكل إن الدنيا زائلة (متاع قليل)، وإن المؤمنين يؤمنون أن الحياة الدنيا، هي أختبار وسير وسلوك للوصول للحياة الأبدية، وهي بأبي وأُمي أعرف منا بهذا الشأن، عالمة غير معلمة، وقد أخبرها النبي بأنها أول اللاحقين به من أهل بيته.

إذن لماذ تبكي؟ ويقيناً تعرف حق المعرفة إنها سريعة اللحوق بأبيها (سلام الله وصلواته عليهم أجمعين).

لماذا لم تبكِ في بيتها؟ وتعقد مجالس مع بنات بني هاشم للعزاء!

فخرجت بأبي وأمي باكية ثائرة تحمل جراحات الغدر، وشَجي قلة الناصر ومعها ولديها الحسن والحسين (سلام الله عليهم) رافضة ساخطة على الطغمة الحاكمة، من بيتها إلى بيت سُميَّ ببيت الاحزان بعد ما منعت من البكاء.

فكانت كَبش الرسالة وفداء الإمامة، فالحزن والعواطف والبكاء له دور في حياة الناس، وهو لغة ووسيلة يمكن أن تخاطب وتحاكي جميع الفئات والطبقات العمرية المختلفة، وهو أسلوب إعلامي عاطفي لجأت اليه السيدة الزهراء (سلام الله عليها)، في الفترة التي أعقبت وفاة الرسول (صلى الله عليه واله)، وتعد من أشد وأصعب الفترات حيث بدأت الفتن السياسية، وقيح السقيفة وخبث الولائج، وسَماجة الخلق تظهر للعيان، فكان قيامها لإستمالة الجانب العاطفي لدى الأمة، وإظهار الظلم الذي وقع عليهم، وإستنهاض الناس للثورة على الظالمين، ولتقويض أُسس السقيفة والسلطة الحاكمة، وتُبين وتوضح وتذكر الناس بالحق المسلوب من الخلافة، وجسارتهم لهتك حرمة البيت، وكسر الأضلع وإسقاط الجنين، وغصب إرث فدك.

فأتخذت سيدة النساء البكاء، الوسيلة الوحيدة المتاحة إن ذاك، للإعلام والأخبار ولرفض الباطل.

وهو لا يتنافى مع الشريعة، فقصة نبي الله يعقوب وندبه على يوسف (عليهم السلام) حتى (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ).

يكشف على إن البكاء والحزن هو حزن رسالي، من أجل الدين القويم والحقوق المضيعة، وجلد الذوات وتحقيق الندم، بل هو بكاء على المسلمين والخلق الذين سيكونون ضحايا هذا الأستبداد والظلم، وما سيخلفه من تبعات لهذه الأحداث.

فندبها وبكاءها ليس جزع من الموت وقلة صبر، بل يتجاوز معناه الظاهري والعاطفي المحدود، بل هو أبعد من ذلك، هو حركة معارضة تكشف الحقائق والمصائب التي وقعت على أهل البيت (عليهم السلام)، وكذلك حمايتها للولاية من القتل والحرق، وإظهار الحق ودمغ الباطل.

بأبي وأمي أول الثائرين بعد الرسول، فكانت الصد الاول والمدافع عن الإمامة، فأستشهدت فداها نفسي، وهي في ريعان شبابها، وما يزال قبرها مجهولاً!

فيرسم لنا علامة أستفهام كبرى! لماذا أُخفي قبرها الشريف؟ لماذا؟

مازالت الزهراء تطالب بحقها