” الياسري ظاهرة وليس شخصاً “

” الياسري ظاهرة وليس شخصاً “

Linkedin
Google plus
whatsapp
سبتمبر 15, 2024 | 7:49 ص

ــ ماجد الشويلي ..

 

لقد مثلت الكلمات التي تفوه بها السيد (حميد الياسري ) من على منبر أبي عبد الله الحسين (ع ) هتكاً عظيماً لحرمة الشعائر الحسينية . وحيث أنه رهن موقعية المرجعية الدينية ودورها في قيادة وتوجيه الأمة بالجغرافيا السياسية ، فإنه بذلك قد الغى وتنكر لعقيدة التشيع وأركانه ومبادئه .
إن خطورة ماطرحه السيد حميد الياسري
تكمن بتحول تلك الترهات التي تلفظ بها والتي تخامر أذهان الكثيرين من أمثاله ، باتت تمثل ظاهرة اجتاحت مساحة واسعة من خطباء المنبر الحسيني وطلبة الحوزات العلمية.
بل وكأنها في طور التبلور المنهجي الذي يصعب بعد ذلك استئصاله أو تطويق تداعياته .
ولذا لابد من وقفة جادة وعاجلة لإجراء إصلاحات جذرية في هيكلة بناء الحوزة وسمة الانتماء إليها.
لابد من تحديد المعايير والضوابط الكفيلة بمنع تسلل المصابين بداء القومية والانحرافات العقائدية والملامسين لهم الى الحوزات العلمية .
إن الجلباب الحوزوي بحد ذاته يشي بالفكر الأممي ونبذ العنصرية والتطرف ، وهو يمثل رمزاً للتسامي على كل الإنتماءات الفرعية التي تحول دون تكامل الأمة وتراصها وتماسكها في مواجهة الاستكبار العالمي ومشاريعه الخبيثة.
إن تأثيرات رجل الدين في المجتمع ليست بأقل من تأثيرات الطبيب أوالمهندس أوالقاضي ، بل هي أكبر من ذلك بكثير .
فهو يملك القابلية على تلويث العقول ، كما يملك القابلية على تزكيتها وتنميتها وتحريرها من براثن الزيغ والانحرافات الفكرية والعقائدية.
إن الحياة المعنوية مرتبطة برجل الدين ، بالدرجة التي ترتبط بها حياة ابدان الناس بالطبيب.
وهذا الأمر مفروغ منه وليس بحاجة الى مداليل كثيرة .
فلو أننا فتشنا من حولنا وأمعنا النظر بالمشاريع الخبيثة التي يدشنها اعداء الاسلام ، ويصوبون سهامها نحو شعوبنا المسلمة ، لوجدنا أن من أهم أدواتها التخريبية هم رجال الدين من كل الطوائف بما يعرف اليوم ب(الدبلماسية الروحية)
لأدركنا خطورة مايراد لهذه الأمة ويحاك لها من مؤامرات.
فبربك كيف يغدو رجل الدين الذي هو ملاذ الأمة في الملمات ، الى عرّاب للفكر القومي والغربي المنحرف من حيث يدري أو لايدري.
هذا ما لاينبغي التهاون معه بحال من الأحوال ، وهو مسؤوليتنا جميعاً دون استثناء.
إن المنهجية التي سلكها السيد الياسري في خطابه ما هي إلا نسف لكل الجهود العظيمة ، والتضحيات الجسام التي قدمتها الحوزة العلمية الشريفة ، ومراجع الدين العظام في سبيل صيانة هذا الدين من التزييف والتحريف ، والتفريق بين ابناء الأمة الواحدة.
ومن المفارقات العجيبة أن يأتي خطاب التفرقة بين أبناء الأمة والمذهب الواحد من أناس ينسبون أنفسهم للحوزة العلمية الدينية في زمن العولمة والتكتلات الدولية والتكامل الإقتصادي والأمني والسياسي بين الأمم .
ولذا آن الأوان لتشذيب الخطاب الديني، والمنبر الحسيني، من بعض الطفيليات الفكرية المنحرفة التي تسلقت وتعلقت به ،
رأفة بأبناء الأمة والنشء الصاعد ، وصيانة للوحدة والألفة بينهم ، وتخليصهم من عوامل التشويش الذهني والفكري الذي انهال عليهم كالسيل العارم في أيامنا الصعبة هذه.