معسكر الأنصار الوحيد الذي لم يُختَرَق
ــ مازن البعيجي ..
٦محرم ١٤٤٣هج
١٥/٨/٢٠٢١م
هذه الخلاصة التي تمت تنقيتها من كل درن ودنس وشائبة، تلك الصفوة التي تمكنت من التحكّم بمواردها والطاقات لتكون جبهة أوقفت كل شيء لأجل المنهج المعصوم الذي آمنوا به عن بصيرة ويقين.
هم – الأنصار – مزيج وشرائح وطيف ٌشفاف مختلف ألوانه كأنهم الإنموذج الأمثل من كل مجتمع سوف تصل له قصة عشقهم والإباء، من الفقيه، والعالم، والعبد، والغني، والرومي، والمرأة والصبية الشابة، والضاربة في العمر، ومن كل جنس حرّ أبيّ حينما يكون الجامع لهم الفداء الحقيقي والتضحية العملية، في ليلة قضوها يتجهزون الى زفة عرس يدفعون الرّشى يتسابقون على المنية بين يديّ قائدهم الأقدس الحسين “عليه السلام”هي ليلة العروج بالارواح وقد سبقت الأجساد،كانت طويلة قصيرة، طويلة لأنهم عشاق الشهادة ، وقصيرة لأنها ليلة عبادة عن يقين ولذّة في صومعة التحليق مع أنيس الروح “الحسين عليه السلام”
ولعل مشهد توجّس زينب الحوراء “عليها السلام” شاهد حينما دخل الحسين خيمتها ليسلّم عليها وهي تسأله: أخي حسين هل بلوت اصحابك؟ أي الأنصار، كلمة اطمئنان منها على وضع الحسين العسكري تحسبًا لغد يوم العاشر. سمع ذلك نافع وعرف منها أن قلبها غير مطمئن على أبي عبد الله الحسين “عليه السلام” فذهب الى شيخ الأنصار حبيب يخبره بما أحسّ من قلب زينب ، وفي سكون ذلك الليل والقوم لهم دويٌّ كدويِّ النحل بين تالٍ للقرآن وراكعٍ وساجد، وإذا بحبيب يدق بندائه ساعة العشق وينادي الأنصار ليخبرهم حال زينب بنت علي “عليهما السلام” فتجمّع الأنصار والسيوف مقلَّدة العواتق ليقدّموا ما يسرّ قلب زينب “عليها السلام”، مشهدٌ ندَرت منه كل معسكرات الكون وخلت من أمثاله، لأنه ذلك المعسكر من إعداد الحسين “عليه السلام”وتنظيمه، ونقولها بضرس قاطع أنه المعسكر الوحيد الذي لم يُخترق ولم تستطع السفارة ولا آل سعود ولا حواضن الإرهاب من شركاء الوطن تلويثه والتمكّن منه!
معسكر خلا من اولئك المنتهِزون ومَن بإسم الحسين طلبوا الدنيا وزخرفها وتفاهتها وهم اصلا من رافعي شعار الدين والإيمان الصوري والقشري، بل قد افعالهم هي من يجهز معسكر الحسين في ليلة الأنصار لمحاربتها غدا.
نعم معسكر أنصار الحسين، معسكر الوعي والبصيرة والولاء، معسكر ترك فيه زهير بن القين كل العقارات والمولات والكنوز والمناصب، بل وطلق زوجته ليلتحق بمن يمثل القرآن آياته والروايات وليس العكس!!!
معسكرٌ سيبقى يلتحق به كل من عرف معنى الحسين العالمي والشامل والذي لا تحدّه جغرافيا كما يردد بعض الببغاوات ممن فصَّل عقله على اتفاقية سايكس بيكو فخسر الدنيا والآخرة!! أنصار الحسين “عليه وعليهم السلام”هم من نزّه ساحتهم ونواياهم وصدقِ عقيدتهم لسان المعصوم عندما قال على الملأ:
(أما بعد: فأني لاأعلم أصحابًا أوفى ولا خيرا من اصحابي) وحسب هذا البيان لأفضلية هذه النخبة الخيّرة بحيث بلغوا درجة أن الإمام المعصوم الذي هو خامس أصحاب الكساء والذي نُقِش اسمه على ساق العرش في سابع سماء هو من نعتهم بذلك وأشهَدَ الأرض والسماء عليهم! فبأي حديثٍ بعد الحسين يؤمنون.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..