مشهد من الطف .. والقاتل يبكي الحسين !!

مشهد من الطف .. والقاتل يبكي الحسين !!
ــ محمد الجعفري ..
من منطلق كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء .. تمر بنا الكثير من المواقف والاحداث والتي منها يشيب الراس ، وقد تجعل البعض يكون طريح الفراش لشدة ما راى ، البعض والاخر قد يفارق الحياة كمداََ ..
وبالرجوع الى القول ” كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ” من الممكن ببساطة ان نقول في تفسيرها معنيين :
الاول : وهو التفسير المعنوي .. وهو ان نقول بان فاجعة الحسين ( عليه السلام ) حدثت في تاريخ وزمان معينين الا انها لعظم المصيبة صار المؤمنون في كل زمان ومكان يذكرونها ويبكون الحسين لعظم ما مر به وعلى مر التاريخ ، ونستطيع ان نقول ان الحسين ( عليه السلام ) بهذا الفعل قد خلد التاريخ ، لا ان التاريخ خلده ..
الثاني : هو التفسير المادي .. هو ان نرى تجسيدا للطف على ارض الواقع في كل زمان ومكان ، فكل ثورة تقام ضد الظلم والطواغيت فهي قد اخذت شرارتها من ثورة الحسين ( عليه السلام ) ، وكل انتفاضة تقام ضد فساد قد اخذت جذوتها من انتفاضة الامام الحسين ( عليه السلام ) ، وبعبارة اخرى ان طف الحسين قانون كلي له جزئيان في كل زمان ومكان .
وكلا التفسيرين مقبول عقلا ..
واحد جزئيات هذا القانون ( طف الحسين عليه السلام ) هو ذلك الجزء الذي اكثر ما يبكي اهل بيت النبوة ( عليهم افضل الصلاة والسلام ) ، الجزء الذي يؤلم قلوب محمد ال محمد عليهم السلام وينكأ جرحهم ، وهو حرق المخيم ..
ففي الامس قد رأينا تطبيقا لهذه الجزئية في مستشفى الحسين بمحافظة ذي قار ونحن نرى النيران تتصاعد من مكان يفترض به ان يكون امنا وحصنا حصينا للناس وملجأ للتداوي من اوجاعهم على امل الحصول علاج لعلاتهم .. واذا بالمؤامرة تنسف هذا الامل وتبدد احلام ذويهم برؤيتهم مرة اخرى ، وتحصد حياة العشرات من المواطنين الابرياء واصابة اخرين ، الا ان الفرق بين النارين ، ان نار مخيم الحسين ( عليه السلام ) قد اضرمها اعداء الاسلام والتشيع على وجه الخصوص ، الا ان نار مستشفى الحسين قد اضرمها اناس يبكون الحسين ، وقد يقيمون له المواكب ، وبعضهم يرجع نسبه الى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهذه هي الطامة الكبرى عندما يكون عدوك من بيئتك المادية والمعنوية ..
والحق والحق اقول ان هذا التقصير والاسراف لا يرمى بملعب المسؤولين فقط ، بل تشمل المجتمع ايضا لانه هو الذي اعطاهم الشرعية بممارسة هذه الجرائم بحق الابرياء ..
فالمجتمع يقسم الى عدة فئات .. فمنهم من اخذ دور السامري وهم الحشاية التي تحيط بمن يدعون انهم قادة ، وهؤلاء القادة هم الشريحة الثانية الذين يصنعونهم من لعبوا دور السامري ، ومنهم الجمهور والقاعدة وهم الشريحة الاكبر الذين قالوا لن نبرح عليه عاكفين ، والشريحة الرابعة التي لعبت دور هارون (عليه السلام) حيث قال ان القوم استضعفوني ..
وعليه فانه طالما هذه الفئات موجودة فلن ينهض بلد ولن تقوم لنا حياة ، وسنضل نعيش حياة الذل والهوان الى ان يأتي موسى العصر ليشد عضد اخيه هارون ، وينسف العجل ، ويوبخ السامري ، ويؤدب الجمهور ويثنيهم عن عبادة العجل .. فالى ذلك الوقت ، ووفق هذه المعطيات ، سنظل مطيةََ للمؤامرات الداخلية والخارجية ، وسلعة رخيصة لتجار السياسة .. اقول هذا والصدور حرى ، في العين عبرة ، وفي الحلق غصة ..
فسلام على من مضى .. وسلام على من سيمضي !!!!!!!!!
والسلام ختام ..