عناصر قوة الشيعة التي يراد ضربها/ 4 … ولاية الفقيه …

عناصر قوة الشيعة التي يراد ضربها/ 4 … ولاية الفقيه …
عناصر قوة الشيعة التي يراد ضربها/ 4
د. علي المؤمن
ولاية الفقيه …
ونقصد بها ولاية الفقيه العامة، والتي تبلورت دعائمها التشريعية والقانونية بعد العام 1979. وقد تحول هذا الموقع الديني ـــ السياسي الى أحد أهم عناصر القوة في الواقع الشيعي، والعقل المحرك لحماية النظام الاجتماعي الديني الشيعي وأتباع أهل البيت، عبر استثمار إمكانات ومقدرات الموقع المرجعي الديني والموقع القيادي للدولة، عبر القنوات الدينية والقانونية والسياسية المتعارفة. هذا العنصر قلب موازين المعادلات الطائفية في المنطقة العربية والإسلامية، وحوّل الشيعة، من رعية مضطهدة مقموعة مهمشة، الى مكونٍ فاعل سياسياً واجتماعياً وفكرياً وثقافياً وإعلامياً.
ولم يكن هذا التحرك على حساب المذاهب الإسلامية الأخرى أو بدوافع سياسية أو طائفية؛ بل من منطلق ما يمليه الواجب الديني الذي يفرض على المرجع ــ الولي الفقيه أن يدافع عن المسلمين، وخاصة أتباع آل البيت الذين يتعرضون الى القمع والقتل والتهميش أكثر من غيرهم من المسلمين. ولذلك؛ فإن الولي الفقيه يمارس دوره الديني نفسه أزاء المسلمين غير الشيعة أيضاً، بالصورة التي تعزز وحدة المسلمين وتكافلهم وتعاونهم.
هذه القوة الهائلة التي يمنحها موقع ولاية الفقيه للنظام الاجتماعي الديني الشيعي؛ تجعله عرضة لأكثر ألوان الطعن في أصله التشريعي، والتآمر على حضوره في الواقع الشيعي والإسلامي، والتشكيك بدوافعه وأدائه، وخلق الخلافات بينه وبين المرجعيات، وخاصة مرجعية النجف؛ بهدف إفراغ الواقع الشيعي من أهم عناصر قوته الميدانية، وكشف ضهور الشيعة في ساحة المواجهة مع الأنظمة الطائفية والقوى الدولية المعادية والجماعات التكفيرية الإرهابية.