محمد محمد صادق الصدر ومنهج “ولاية الفقيه” ..
ــ مازن البعيجي ..
٥ ذي القعدة ١٤٤٢ هـ
٢٠٢١/٦/١٦ م
كانت حياة هذا العارف الذي ساقهُ تكليفه الشرعي أن يلعب دورا كبيرا وخطيرا ويحتاج قوة قلب مؤمن فولاذي ، يؤمن ويثق بالله سبحانه وتعالى رأس مال كل متقي وحريص على أحياء شرعه بالشكل الواقعي والحقيقي ، حتى امتلئت حياة السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف بجوانب من العظمة والندرة والشجاعة في تحقيق مالم يستطع غيره تحقيق ربعه في تبني خيار طرح مشروعه عبر الدولة التي توقعت منه أنه اصبح تحت لوائها وتحت طاعتها ، لكنهم لم يعرفوا التاريخ الشيعي لمن هم عباقرة الإدارة والتصرف بحكمة وذكاء ودهاء من الممكن أن لا يعرفه أقرب قريب لدقة الهدف وحساسية الأمر المراد تنفيذه .
ومن هنا كان المولى الصدر قدس سره يريد تنفيذ أخطر هدف وهو العمل بمنهج “ولاية الفقيه” قناعته التي ما كان الكثير بقادر على طرحها ، قناعته التي استمدها من عظماء اساتذته كالسيد روح الله الخُميني العزيز الذي حضر السيد الصدر ابحاثه ، وكذلك السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف وهو الآخر احد اقطابها ومن أخطر المنظرين “لولاية الفقيه” ويكفي وقوفه مع السيد الخُميني العظيم حتى ضحى بروحه من أجلها كما هو يصرح بذلك وهو يقول : ذوبوا في الخُميني كما ذاب في الإسلام .
ولعل اختياره – السيد الصدر – منهج “ولاية الفقيه” التي اُعدم عليها قبله السيد محمد باقر الصدر ونفي أستاذه الخُميني الى فرنسا اختياره ذا المنهج اكبر دليل على ذائقته الفقهية الثورية وهو يعلم مدى الضريبة لمثل هذا الإختيار المكلف حتى حياته إيمانا منه بضرورة تدريب المجتمع الشيعي العراقي عليها الأمر الذي جسده عمليا رغم سطوة وقوة البعث عندما فتح محكمة شرعية في مدرسة الشربياني في شارع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، بل ابعد من ذلك قام بإرسال أئمة الجمعة الى المحافظات وهو نوع توزيع القيادة وفتح منافذ المقاومة ولو المعنویة وقتها لتعرف الأمة معنى ولاية الفقيه العملي ، ولهذا يكون قد أشار الى مجمل ولاية الفقيه التي اقامها أستاذه الخُميني العظيم في إيران ولكن بأسلوب لم تستطع كشفه دوائر الاستخبارات والتجسس إلا في أواخر أيامه .
والأمر الآخر الذي كانت تنتظره منه دولة البعث الكافر هو ذم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصريح القول حتى يسقطها في عيون المؤمنين من ابناء شيعة العراق ولم يفعل ذلك ولو توهم أحد انه فعل ذلك لما عمد الى دس قناعته بالسيد الخامنئي في قصيدة عصماء له في كتاب إشعار الحياة التي يقول فيها ما ابلغ واجمل وازكى من التصريح المكلف وقتها يقول “خامنئي امام كل البــــــــــــشر”
أبيات من قصيدة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) بعنوان “صلاة الجمعة” بعدما زار السيد الجمهورية الإسلامية في ايران وصلى خلف السيد القائد علي الخامنئي(دام ظله) فأثنى عليه وامتدحه واصفا إياه ب”إمام كل البشر’’ .
مصدر القصيدة كتاب مجموعة أشعار الحياة للسيد الشهيد الصدر صفحة رقم 293
(صلاة الجمعة)
ثم ذهبنا لصلاة الجــــــــــمعة
اذ كان ذاك اليوم يوم الجمعة
تقام في جامعةالطــــــــهران
بساحة وسيعة الـــــــــــــــعيان
يحضرها الالآف من مختلف
الصنوف والجند واهل الحرف
ومذ دخلنا كان شخص يخطب
قبل الخطابة التي ترتـــقب
قيل لنا اسمه جوادي آمـــــــلي
شيخا على كرسيه قد يعــتلي
وعندما انتهى من الخطــــــاب
جاء الينا في ليوث الغــــاب
(خامنئي امام كل البــــــــــشر
وصاعد بصيته المــــنتشر)
هناك شاهدناه بالعيــــــــــــــان
اول مرة لدى ايـــــــــــــران
قيل لنا ان له نوابــــــــــــــــــا
يلقي الذي شاء منهم خطابـــا
لكنه اختار المجيء الآنـــــا
بنفسه يلقي خطابا كانـــــــــــــا
ارشد للتقوى لدى خطابـه
كذلك الاخلاق في احبـــــــــــابه
كذلك الاحوال والسياسـة
لكي تكون بينهم حماســـــــــة .
ولأجل قناعته بأيران وثورتها وثوريتها اعتبره البعث الكافر أنه احد اعمدة الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وأنه يحاول يؤسس لها في العراق فرع وغصن لو سمح له الوقت لرأيناه شجرة باسقة وارفة الظلال فتأمل!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..