بين الخُميني والسقيفة !

بين الخُميني والسقيفة !

Linkedin
Google plus
whatsapp
ديسمبر 14, 2024 | 4:10 م

 

ــ مازن البعيجي ..

 

٤ذي القعدة ١٤٤٢هج
٢٠٢١/٦١٤م

 

عند الرجوع إلى كواليس وظروف السقيفة التي منها انطلقت اول رماح الأعداء على الإسلام وكانت تلك اللحظات بمثابة “صور الدم” التي كشفت قبح المجتمع في الجزيرة وتردي عقليته والسلوك وانحداره الفكري بعيدا عن منطق السماء!

ولعل حادثة ترك “الجثمان الطاهر” للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو النبي المؤيد والمسدد والذي يفترض أن ينفجع به من كانوا معه حد الذهول والجزع وتوقف الجوانح وشلل الجوارح ، توقفها من هول الصدمة ومثل النبي جليل القدر يغادر الدنيا ملتحقا بربه الكريم . الموقف الذي كان يفترض أن يهز وجدان كل من عرفه البعيد وفضلا عن القريب!

مشهد يبعث على الخجل والاسف حيث صراخ بني هاشم وعائلة النبي يصك اسماعم المدينة بين مذهول وغير مصدق وبين منزوي لا يعرف ما يقول او كيف يتصرف ، وآخر يخشى على الرسالة وهي لازالت غصن طري! بل والقوم من بني هاشم وبعض الفقراء من مذاعير عشاق النبي متجمعين وعيونهم تسكب دما ، وكل ينظر بعين الدهشة على الحضور الذي خلا من الخط الأول من الزعامات والقامات والصحابة!!! الصحابة الذين شغلهم ما كان ينتظرونه وهو زوال النبي المعطل لأحلامهم والقفز على ميراثه الإسلامي الذي يعتبر أكبر احلام القوم التجارية!

المجتمع الذي لم يكن يؤمن بمثل النبي الأعظم والذي اثنت عليه آيات القرآن الكريم بشكل استثنائي عن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .

“حادثة” نستخلص منها خلو المجتمع من اليقين بنبوة المصطفى صل الله عليه وآله وسلم وعدم صدق أغلب من كانوا حوله! لذا أحتاج المجتمع بعد النبي كوكبة من أقمار آل محمد عليهم السلام ، كل معصوم قدم ذلك المجتمع خطوة حسب ما سمحت به الظروف ولكن أيضا لم يحصل المطلوب وتأثير السقيفة امتد بشكل مريع على طول حياة المعصومين عليهم السلام وتسببت تلك “المشؤومة” – السقيفة – بازاحة الكُمل من آل البيت عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها .

ومن ثم احيلت المهمة الى ولي العصر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء ليخلق ذلك الحلم القرآني والمصداق الواعي والبصير ، ليبدأ شوط هدم قلاع وخرائط السقيفة وما اثرته في عموم المجتمع الإسلامي على يد أحد جنود ونواب الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه بعد أن تنفس لطفه على عبد الله وعبده روح الله الخُميني بثورة كانت ردا على السقيفة الأولى! بل وعلى كل سقيفة انشطرت منها . ليشارك الخُميني العظيم جده علي ابن ابي طالب عليه السلام تغيسل المصطفى وتجهيزه ويرفع عنه الوحشة .

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..