العلمانيون يخسرون من جديد ؟!!

العلمانيون يخسرون من جديد ؟!!

Linkedin
Google plus
whatsapp
يناير 23, 2025 | 7:25 ص

كتابات علي المؤمن:

أسئلة تصلني (على الخاص)، أنشرها مع أجوبتي عليها، تعميماً للفائدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال: العلمانيون الشيعة يرفعون شعار محاربة ما يسمونه “الإسلام السياسي” ويرفضون الأحزاب الإسلامية وفسادها وفشلها، لكنهم يتحالفون معها في الانتخابات، ويصعدون بواسطتها الى البرلمان والحكومة. كيف تفسر هذه الازدواجية!؟.

علي المؤمن: هناك سببان يدعوان العلمانيبن الشيعة للتحالف مع الأحزاب الإسلامية:

أولهما: أن العلمانيين الشيعة جربوا حظوظهم كثيراً في المشاركة بقوائم مستقلة في الانتخابات تحمل عناوينهم الحزبية، وثبت لهم بأنهم غير مقبولين شعبياً، وأن الشيعة لاينتخبون غير الكتل الإسلامية، رغم الهجمات الإعلامية الشرسة الخارجية المضادة للاسلاميين الشيعة، والهجمات الأكثر شراسة بين الإسلاميين أنفسهم.

والسبب الثاني أن العلمانيين الشيعة ليست لديهم مشكلة مع الأحزاب الاسلامية الشيعية ولا قياداتها ولا أعضائها، ولافسادها ولافشلها ولاارتباطاتها الخارجية إطلاقاً، بل مشكلتهم مع ايديولوجيا هذه الأحزاب وعقيدتها، وهو ما يسمونه “ايديولوجيا الإسلام السياسي” الذي يسعى الى تطبيق الشريعة الإسلامية، وكذلك مع ما يقولون عنه احتكار الإسلاميين للسلطة وللمغانم.

 

وبالتالي؛ فالعداء هو للشريعة الإسلامية أولاً، وللحضور الغالب للأحزاب الإسلامية في السلطة ثانياً، وليس العداء لفساد هذه الأحزاب وفشلها. ونرى هنا؛ كلما قلّ منسوب الايديولوجية الإسلامية لدى الأحزاب والزعامات الإسلامية الشيعية، وساعدت العلمانيين الشيعة في الصعود الى البرلمان والسلطة، كلما كثر المدّاحون والمتملقون العلمانيون لتلك الأحزاب والزعامات الإسلامية الشيعية، حتى لو كانت هذه الأحزاب أفسد ما خلق الله، وأكثر البشرية إرهاباً وعمالة وذيلية.

 

سؤال: هل هناك حزب شيعي محدد تقصده، تحالف معه العلمانيون في الانتخابات، وصعدوا على أكتافه؟

علي المؤمن: لا أقصد حزباً محدداً، بل أن أغلب الائتلافات الإسلامية الشيعية بعد العام 2009 تحالف معها علمانيون شيعة وسنة، سواء كانوا أفراداً أو أحزاباً، ولولا ذلك لما وصل أغلب هؤلاء العلمانيين الى البرلمان.

 

سؤال: تقصد أن (معركة) العلمانيين الشيعة هي على السلطة وليس على الوطن؟.

علي المؤمن: ليس عندي أدنى شك. وأرى أن من حقهم التنافس على السلطة، وأن يكون لهم حضورهم في البرلمان والحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى، فهم مواطنون عراقيون قبل كل شيء، ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار الشعارات الحقيقية والتنافس الواقعي على السلطة، وليس المزايدة على الوطن والوطنية أو شعارات فساد الإسلاميين وفشلهم.

 

سؤال: وهل تتوقع أن العلمانيين سيتحالفون مع الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية القادمة؟

علي المؤمن: يعتقد العلمانيون الشيعة أنهم اليوم أقوى من السابق، بسبب مخرجات تظاهرات تشرين التي يمثلون قيادتها ومحركاتها، ولذلك  سيجربون حظوظهم في إطار تحالفات علمانية خالصة. وسيتوزعون على محورين أساسيين:

الأول: العلمانيون التقليديون، وبينهم الأحزاب المتحالفة مع التيار الصدري في الانتخابات السابقة، سيخوضون الانتخابات في إطار تحالف علماني خاص بهم، وسيكون مرتكز هذا التحالف؛ الحزب الشيوعي.

الثاني: العلمانيون التشرينيون، سيكون لهم تحالف خاص بهم أيضاً. وسيكون مرتكز هذا التحالف؛ الحزب الذي يرعاه السيد مصطفى الكاظمي.

أما على مستوى الأفراد، فسيجرب كثير من العلمانيين الشيعة غير الحزبيين حظوظهم ــ كما في السابق ــ مع الكتل التي يقودها زعماء شيعة.

 

سؤال: ماهي توقعاتك بشأن حظوظ العلمانيين الشيعة في الانتخابات البرلمانية القادمة؟

علي المؤمن: ستكون لي دراسة تفصيلية بشأن الخارطة السياسية لمجلس النواب القادم، كما أفعل في كل دورة انتخابية.

ولكن عموماً؛ أتوقع أن حصة العلمانيين الشيعة في البرلمان القادم ستنخفض قياساً بحصتهم من المقاعد في البرلمان الحالي، لأنهم صعدوا في الانتخابات السابقة في إطار النظام الانتخابي القديم الذي يسمح بصعود المرشحين بأصوات المرشحين الآخرين أو أصوات القائمة، أي أنهم صعدوا بأصوات جمهور التحالفات التي دخلوا معها، وخاصة جمهور التيار الصدري. والحال أنهم سيفقدون الميزتين السابقتين، أي ميزة النظام الانتخابي القديم وميزة التحالف مع حزب سياسي إسلامي شيعي قوي.

 

ولذلك؛ أعتقد أن العلمانيين الشيعة في الكتل العلمانية الخالصة لن يحصلوا على أكثر من 10 بالمائة من مقاعد بغداد والوسط والجنوب، رغم التحول الهائل في مسارب الدعم الدعائي والسياسي والمالي. فيما ستحصد الكتل التي يقودها إسلاميون على 90 بالمائة من هذه المقاعد، وفي مقدمها التيار الصدري والفتح ودولة القانون؛ لأن الرأي العام الشيعي الكامن أو الأغلبية الشيعية الصامتة أو الجمهور الشيعي المستتر، سيكون هو صاحب السطوة الساحقة في صناديق الإقتراع، وهو جمهور يتعارض مزاجه النفسي والثقافي والاجتماعي مع

 

التيار العلماني، ويقوده وعيه المتراكم تلقائياً الى انتخاب الثوائم الإسلامية، وإن كانوا معارضين لها، أو أنه يفضل مقاطعة الانتخابات على انتخاب الأحزاب العلمانية.

وفي المحصلة؛ لا أتوقع تغييراً مهماً في الخارطة السياسية لمجلس النواب القادم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ