من لم تقنعهُ دولة الفقيه أي دولة ينتظر ؟!

من لم تقنعهُ دولة الفقيه أي دولة ينتظر ؟!

Linkedin
Google plus
whatsapp
يونيو 8, 2023 | 1:49 ص

 

مازن البعيجي ..

 

-من المفارقات العجيبة التي تطرُقُ مسامعنا اليوم ، تلك التي نسمع فيها :
أَن البعض يرفع شعار محمد وآل محمد عليهم السلام ،أويتِّخذ من الحسين “عليه السلام” نهجاً ومنهجاً ،ثم يقف متخاذلاً بالقول والفعل ،مهادناً بالفكر والسلوك، مُعرِضاً على دولة النهج الحسيني وفي مرحلةٍ خطيرة وهي تمثّلُ جبهة الحق في المنطقة، بل في العالم أجمع قِبال جبهة الباطل ،حيث أنها الدولة الوحيدة التي أجبرت الأستكبار العالمي وحلفاؤهُ من طواغيت وجبابرة أن يحسِبوا لها حساباً لدرجة تصنيفها في لائحة أخطر الدول من حيث شموليتها في فنون السياسة وفرض الوجود!!

-دولة هي نتاج فكرٍ محمديّ أصيل ،هي ثمرة آتت أكُلَها يوم استقت من حياضِ مدرسة الخُميني العظيم حتى أصبحت كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، نعم! مدرسة الخميني العلويّ الحسينيّ والتي عُرِفت بالصمود الذي حققته منذ بزوغ فجرها المبارك وفجر مؤسسها الإمام روح الله ومازالت تحقّق . -تلك المدرسة التي أورثت كل هذه القوة والثبات والشجاعة والبأس والإيمان بالله سبحانه وتعالى، واستوعبت شطآن دماء عشاق “محمد وآل محمد عليهم السلام” ممن قضى نحبه في مختلف جبهات المواجهة والدفاع في طريق عزة الإسلام ، ورفعِ رايته خفّاقة في سماء “الخطّ المحمديّ الأصيل الحسينيّ المقاوم” الذي ارتضاهُ القرآن مصداقاً لشرع الله تعالى وسبيلٌ لتحقيق حكومته الإسلامية وحاكمية الإسلام .
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ المائدة (50)

 

-واليوم وبعد أن تحرَّكَ غِربال البلاء في عملية اختبارٍ عسيرة ،ولعلّ الأعمّ الأغلب غافلاً عن ذلك، لنرى تَساقُطِ الكثير ممن اتَّسمَ بسطحية الأخلاق والفكر من دون عمق ورسوخ، تساقطت تلك الأعداد التي حسِبها البعض هاماتُ دينٍ وثورة ، حتى إذا ما جدَّتْ لحظة الصراع الأستكباري الإسلامي وحَميَ وطيسُ الفتنة، ووضعت الحرب أوزار المواجهة،عندئذٍ يتبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم لايخفى على القاصي والداني معرفة “طرفيها” ولامجال للحياد وأيّ طرف تمثّلهُ “دولة الفقيه” التي كل يومٍ تقدّم لنا برهاناً شاهداً يُثبِتُ للأمّةِ، أنها أهمّ أقطاب مسارح التمهيد، والممهِّدِ الواقعي ، والتي ستكون واحة العشق الخضراء “للمهدي المنتظر “وكيماء محبّته، وجديرٌ بكلّ مُنتظِرٍ ينشدُ الأمان وصحَّةَ الانتظار أن يوَجّهَ بوصلةَ عشقهِ بإتجاه مسرح التمهيد في دولة الفقيه، والثقة بحامل راية المشرق ،ومَن وُفِّقَ لذلك فقد أبصرَ عشق المهدي،
كما قال آية الله دستغيب العارف: من لم يعشق الخُميني لن يعشق المهدي! قاعدة ما أبين مضمونها وأصعب التطبيق!؟

– ومن لم يتسلّح بالتقوى والورع والبصيرة سوف لن يفهم أبعاد تلك الدولة ،ولم يفهم مضامين تكليفها وقد يقع في الشك والتردّد
وهنا تُمتَحَنُ العقول، والأنتصار في مثل هذا الامتحان ، يتحقّق في تحرّر العقل من الهوى والمزاجية!! وفي حال الفشل لايستَبعَد أن يرفع الفاشل المبتلى شعار العداء لدولة الإسلام ولو على نحو القول ومايتمخض عن الفكر المجرّد من الروح الحسينية.

– حقا إنه مفترق طرق!!
فأيُّ مصداقٍ يوضّح خارطة الإنتماء الى الخط المحمدي الحسيني الأصيل غير ما نقرأه ونعتقدُ به في هذا المضمون
( ياأبا عبد الله إني سلمٌ لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم )!!

فهل هناك منصف ينكرُ وقوف دولة الفقيه في هذا اليوم بوجه الاستكبار العالمي وحلفاؤه الذي هو مصداق جليّ لمن حارب الله ورسوله والعترة الطاهرة على امتداد التاريخ ؟؟ أليس الأجدر بكل من يحب الحسين “عليه السلام “فضلا عن موالاته أن يتأمل معاني السّلم والحرب ومواردها في مثل هذه المرحلة !!
(بل الإنسانُ على نفسهِ بَصيرةٌ ولَو ألقى مَعاذيرَه )القيامة 14

-ولايخفى على المتابع ماقاله المعصوم وماذكرته الروايات في وصفها قبل ظهور القائم من آل محمد عليه السلام بشأن الرايات المشرقية..فمن شاء فليتابع…

فعن أي دولة تراكمُ تبحثون ودولة الفقيه قطَعَت على المجرمين الطريق وشرَعَت في الترتيب والاستقلال لمن نتطلع لظهوره كل آن يمر ؟!

 

( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) يونس، الآية 32

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..

 

مقال قادم نلتقي .. دمتم ..

 

مواضيع عشوائية