حوار صباحي عن زمن الخير ..!
ــ ضياء ابو معارج الدراجي ..
كل صباح في الساعة السابعة اتوجه الى عملي باكرا و استغل سيارات النقل الخاص للوصول اليه وكالعادة مثل كل يوم ركبت سيارة فتون ١٤ راكب قادمة من منطقة الحسينية متوجهة الى باب معظم لاجلس في اخر مقاعدها اتصفح اخبار البلاد والعباد ومواقع التواصل الاجتماعي عبر شاشة هاتفي الذكي.
كنت متضايق جدا من زحمة المرور وتاخير الوصول الى العمل بسبب قطوعات الطريق مع صمت دافىء يغطي على ركاب الباص الصغير وهم يستمعون لصوت باسم الكربلائي المنطلق من مكبرات صوت مسجل الباص وهو ينعى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
ليكسر سكون الباص صوت اجش بعبارة (وين الحكومة الحكيمة تقود البلد) .
مصطلح الحكومة الحكيمة اعادني ٢٠ عام الى الوراء الى عصر البعثية و خطاباتهم الثورية و مدحهم لهدام ونظامه بهذا التعبير القذر الذي ملئ الباص برائحة بعثية عفنه ، رفعت راسي لارى من اين صدر هذا الصوت فاذا به رجل قد وصل الى السبعين من عمره يرتدي بدلة رسمية زرقاء فيه كل ملاح البعثية التي كانت تتوفر قبل ٢٠٠٣ يقبض القلب من اول نظرة ليستمر بحديثه البعثي القح (لو كان صدام موجود لفعل كذا وكذا )فقاطعت كلامه وقلت له (شنو اكلان الوحل هذا من الصبح )
التفت الي وقال (عاجبك سعر الدولار اليوم)
قلت (على اساس الدولار بزمن زربان كان نازل اشو الدولار وصل ٣٠٠٠ دينار وراتبك كله ٢٠٠٠ دينار بالشهر حتى ما يوصل دولار وهسة بس المتقاعد راتبة ٤٠٠ الف دينار).
قال (السيد الريس كان داعم الرياضة والملاعب لو عجبتك فضيحة ملعب الميناء امس.)
قلت (داعمهم بسيارة عدي ابنه وطوبة السمنت وزيان الصفر و معسكرات التعذيب لهم،هم ملعبين بالعراق صدام ماله دخل بيهم ابد ، ملعب الكشافة فتح عام ١٩٣١ بزمن الملك وملعب الشعب فتحه عبد الرحمن عارف عام ١٩٦٦ وهسة الغمان الماعاجبيك بنو ٢٣ ملعب من أحدث ملاعب العالم في كل محافظات العراق خلال ٢٠ سنة و نظموا بطولة كاس الخليجي الي انقطعت عن بلدنا منذ استلام صدامك الحكم قبل ٤٢ عام.)
قال (بفلوسنه لا خلف الله عليهم.)
قلت (وين جانت فلوسنا بزمن صدامك الملعون مكضيها على الحروب وبناء قصورة بينما الشعب ١٣ سنة اكل وحل وباع حتى شبابيچ بيته وشيلمانات الهول.)
ثم اردفت (رحمه لهلك اكرمنا بسكوتك ابسط شي هذا الحوار الي دار بيني وبينك لو كانت بزمن صدامك لكنت انا وكل ركاب السيارة والسيارة معنا مدفونين في نكرة السلمان بتقرير بسيط منك،بروح اهلك دير وجهك وبعد لا تسولف بزربانك ما بيه حيل اشم ريحه نكاسة من الصبح)
وهناك انقطع الكلام وعاد الصمت الى الباص مع ضحكات مكتومة للركابه من حولي .