الخلود والأثر

الخلود والأثر

Linkedin
Google plus
whatsapp
سبتمبر 28, 2023 | 12:05 م

ــ محمد فخري المولى ..

 

التاريخ السومري في بلاد الرافدين قبل خمسة آلاف سنة دوّن أعظم ملحمة إنسانية خالدة تحمل معاني الخصوصية البشرية في أسمى مراحلها وقلقها وارتباكها وتناقضها الفسيولوجي والروحي .

إنها ملحمة كلكامش الميزوبوتامية التي عالجت الربوبية والقيم والخلود ومواضيع الديمقراطية بتلك البقعة من الكون .

خلاصتها الملك بعد العزاء الذي أقامه أمام حقيقة الفناء والموت عندما يرى صديقه متعفن البدن ينخر الدود جسمه .

يبدأ كلكامش رحلة البحث عن الخلود والبقاء ويصف له جده عشبة للحياة الأبدية ، وبعد رحلة بحث مضنية يجدها في قاع البحر، وعندما يغفو على الشاطئ تسرقها الحية بأمر من الآلهة التي لا تسمح بالبقاء سوى لذاتها .

ويعود كلكامش فاضي الوفاض متحسرا فينصحه حكماء أوروك بأن الطريق الوحيد للخلود هو في العمل والعدل والبناء .

وهنا يسلك طريقا آخر ونهجا جديدا في الحياة وفي طريقة تعامله مع المواطنين .

لذا للخالدين ومحبي الخلود

في الأحلام وعقولكم الصغيرة

يمكن تحقق ذلك فقط .

أما على أرض الواقع الحقيقي فأثركم خطاكم ومسعاكم بالخير والمحبة والعمل الصالح وخدمة المجتمع

وخير مثال جنازة الملكة إليزابيث الثانية .

التشييع والجنازة هي الأعلى تكلفة بتاريخ لندن بمشاركة نحو 500 من قادة ومسؤولي العالم، منهم أكثر من 10 من الزعماء ورؤساء الحكومات العرب ونحو ثلاثة ملايين مواطن ، لكن من سيبقى معها ؟

لن يبقى سوى العمل والأثر.

اعترضوا يا أولى الألباب

ولا تتقاتلوا على الدنيا.

مواضيع عشوائية