بورصة المواقف..!

بورصة المواقف..!
ــ إياد الإمارة ..
يبدو أن مواقف البعض غير القليل متعلقة بقيمة أسهم البورصة السياسية لهذا الطرف أو ذك الطرف إن ارتفعت أسهمه أصطفت مواقف هؤلاء “البعض” معه وإن هبطت أسهمه تخلت مواقف هؤلاء “البعض” عنه بلا تردد أو خوف أو خجل أو حياء! إعلاميون.. سياسيون.. دينيون.. نخب من مختلف الأصناف.. يربطون مواقفهم، تصريحاتهم، شعاراتهم الرنانة، دموعهم، مع أقيام أسهم البورصة السياسية! تصوروا إن البعض أصبح تيارياً حد النخاع وهو يرى التيار يتصدر المشهد السياسي ويقترب من تشكيل الحكومة، وتحول بسرعة الضوء إلى إطاري بعد أن إنسحب التيار وتصدى الإطار! والأمر ليس غريباً بالمرة ولن يتوقف عند هذه المرة. بالأمس شاهدنا وسمعنا كيف إن البعض يلحس قصاع السيد المالكي وإنقلب عليه مع العبادي ثم جاء ليكون مع السيد عادل عبد المهدي ومؤخراً أصبح عضو فيا لحكومة الحالية إن لهذا البعض صوت مرتفع “يلعلع” ينتقد، ويحاسب، ويتحدث عن القيم والمبادئ والشرف والوطنية، وغيره هو البعيد عن هذه القيم! ليس من الغريب أن تتغير قناعاتنا ووجهات نظرنا ومواقفنا في مرحلة ما، نختلف مع طرف و نقترب من آخر فهذا أمر طبيعي إذ قد ننسجم في موقف ونختلف في آخر، أو إن الطرف المعني قد تغير هو نفسه، أو كما قدمتُ في البداية من إن قناعاتنا قد تغيرت، لكن الغريب أن تدور مواقفنا وتصريحاتنا بزاوية (١٨٠) درجة في كل مرة بلا ثبات تدور البوصلة مع مَن يمتلك زمام القرار ومفاتيح بيت المال! كان حديث التاريخ عن أهل الشام.. فما حال أهل العراق هذه الأيام؟ لماذا هذا اللهاث الغريب؟ هل يستحق هذا الوضع المضطرب غير المستقر كل هذا التقلب ذات اليمين وذات الشمال؟ الدنيا دوارة.. ولعل كل طرف من الأطراف سيحترمك عندما يراك متمسكاً بثوابتك غير متموج القناعة وإن كنتَ مختلفاً معه، هذه حقيقة يا أهل المواقف المتقلبة.