هل نحن غديريون؟!
🖋️ مازن الولائي ..
الغير حادثة عبارة من حيث مكانها والزمان، لكنها مستمرة وتتجدد كل آن لتفرز لنا عليا توصي السماء به، وتبعدنا عن معسكر الناكرين والناكثين ممن سببت له حادثة الغدير صداعا دائم وصلت اصدائه إلى وقتنا الحالي. وقد لا أحتاج إلى الحديث عن من كانوا اليوم الامتداد الطبيعي للسقيفة والناكرين لاهداف الغدير العليا والعميقة، واكتفى بالحديث عن من هم في معسكر علي عليه السلام ظاهرا والسؤال لنا “هل نحن غديريون!؟” أي بمعنى هل نحن ممن بايع علياً؟! أم لا تجحفلنا بافعالنا كما تجحفل منكريه، ومن أرادوا كتم فضائله وإبعاد عدله والحكم بيقين ما يعتقده من رسالة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم، خاصة ونحن ممن حسبنا على معسكره، والمدافعين عن غديره وشعاراتنا التي اليوم تصنفنا وتفضح انتمائنا ودفاعنا المخدوش بحب الدنيا وزخرفها وسطوة مناصبها، وتركنا أهدافه العليا التي هي نشر العدل وإنقاذ أهل الإيمان والدفاع عنهم وعن القيم والمبادئ، لأن علي هو الوجه العملي لكل حرف ورد في القرآن وكل حديث صحيح خطته يد السنة القطعية، ما قيمة الغدير أن لم يروي تلك النفوس الشح، ويهذب شهوتها الجامحة وهي تقطع الطريق على عيال الله الفقراء ومن كان علي مع جلال قدره وعظمة شأنه خادما لهم! أمر المدعين غريب، ورفعهم شعاراته العجب العجاب! وما الغديريون اليوم الجدد! إلا منطق عبارة علي عليه السلام لمالك الأشتر يعلمه احجية القيادة وسر التعامل مع المنصب والرعية، بما ارتضاه مالك من عهد الخدمة، الخدمة التي لم يعرف منها المتصدون اليوم إلا سحر شهواتها 《 وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم؛ فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه؛ فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك. وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم 》. فهل نحن نعرفه فضلا عن غديره والأهداف؟! “البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه” مقال آخر دمتم بنصر .