مؤامرة استمالة النواب بالترهيب والترغيب..!
ــ مهدي المولى ..
لا شك أن استمالة النواب الذين يطلق عليهم عبارة المستقلين في البرلمان العراقي حالة مؤسفة ومؤلمة لأنها ذروة الفساد وهذا يعني تشجيع ودعم للفاسدين وفي نفس الوقت قوة حامية لهم ومدافعة عنهم والغطاء الذي يغطي فساد الفاسدين ويقول لهم اعبثوا افسدوا ما يحلوا لكم فأنتم في أمن وأمان.
المفروض بكل نائب أعضاء البرلمان العراقي ان يكون لهم موقف واضح وحازم واحد ولا يخطوا أي خطوة ولا يصرح أي تصريح إلا وقف قناعته الخاصة لا خوفا من أحد ولا مجاملة لأحد ولا ينتموا لهذا الطرف او ذاك إلا وفق قناعته وما يمليه عليه ضميره الحي لا بدعوة هذا الطرف او غيره أما ان يقفوا على التل بانتظار الفائز أي بانتظار من يقدم لهم أكثر فهذا دليل على أنهم لصوص وفاسدين وأكثر سرقة لأموال الشعب وفساد في البلاد.
ماذا تعني عبارة نواب مستقلين والمفروض كل نائب في البرلمان هو مستقل لا يصوت على أمر إلا إذا كان مقتنعا به وفق قناعته الخاصة لا يخضع لرئيس حزب او زعيم كتلة او رغبة شخصية بل ينطلق من مصلحة الشعب ومنفعة الشعب بقوة وبتحدي حتى لو كلفه مصالحه بل حتى لو كلفه حياته أما إذا كان غير ذلك فهذا فاسد ولص وعلى الشعب ان يكون يقظا وحذرا منه.
أما أن يستجيب لدعوة رئيس كتلة بعد ان عرض عليه المناصب والمال او هدده وتوعده بالطرد او السجن او الموت فهذا لا يمثل الشعب بل خائن الشعب ومثل هذا النائب لا يحمي أموال الشعب كرامة الشعب مقدسات الشعب شرف الشعب بل يرى في كل ذلك وسيلة لتحقيق مصلحته الخاصة وهذه المصلحة ينالها عند عرضه كل ذلك في سوق النخاسة ويناديعليها في خدمة من يدفع أكثر.
الغريب إنه أي صاحب دعوة النواب المستقلين في البرلمان العراقي بدا يتظاهر بالفرح للاستجابة السريعة لدعوته.
و يشكرهم على التلبية الفورية في الانضمام اليه وأكد بأنه سيمنحهم المال والمناصب ولن ينساهم أبدا لا يدري انه بذلك فتح باب الفساد وسهل لهم سرقة الشعب وتمكن من إذلالهم واحتقارهم واقتنعوا بالعبودية.
وهذا دليل واضح على إن صاحب دعوة النواب المستقلين الى الانضمام اليه الى هدفه الذي يسعى اليه دليل على إنه خادم لغيره وهذا يؤكد على إن اللعبة التي لعبها أعداء العراق من صهاينة وأتراك وبقرهم آل سعود في خارج العراق وخدمهم جميعا دواعش السياسة في داخل العراق جحوش وعبيد صدام كانت لعبة ذكية قد تحقق مراميهم وأهدافهم في العراق خاصة بعد او ورطوا مجموعة قوية لها تأثير في العراق محسوبة على الشيعة في العراق وهذا يثير الشك في هذه المجموعة التي تذكرنا بمجموعة الخوارج الطابور الخامس لأعداء الإسلام الفئة الباغية الذي خلقته في صفوف الحركة الإسلامية والذي كانوا يتظاهرون بالتمسك بالإسلام وقيمه كذبا وعندما تعرض جيش الفئة الباغية للهزيمة والانكسار تحركت هذه المجموعة الخائنة العميلة وفعلا نجحت في إنقاذ الفئة الباغية أعداء العراق وفرقت العراقيين وبالتالي أشعلت نيران الحرب بين أبناء العراق وسهلت مؤامرة.
ذبح الإمام علي ومكنت الفئة الباغية من احتلال العراق وفرض بيعة العبودية على العراقيين.
لا شك ان ان العراق في معركة شبيهة بمعركة صفين الأولى نفس الأعداء ونفس الأهداف ففي معركة صفين الأولى كان الأعداء الفئة الباغية ودولتهم دولة آل سفيان وفي معركة صفين الثانية الوهابية الوحشية ودولتهم دولة آل سعود وهدفهم القضاء على الرسول محمد وأهل بيته ومحبيه والغريب وراء دول آل سفيان ودولة آل سعود هم آل صهيون.
أما الطابور الخامس الذي أسسته الفئة الباغية بقيادة آل سفيان في صفوف العراقيين هم الخوارج والأشعث بن قيس وأبو موسى الأشعري الذين تظاهروا بالالتزام بالدين ولكنهم كانوا يحملون الغدر والخيانة للعراقيين ويتحركون وفق توجيهات وأوامر أعداء العراق وفعلا نجحوا ولولا وجود الطابور الخامس لتغيرت حركة التاريخ.
والآن الطابور الخامس في العراق من مجموعة الإصلاح يلعبون نفس اللعبة التي لعبها الطابور الخامس في معركة صفين الثانية فالأمر يتوقف على العراقيين الأحرار حددوا موقفكم والويل للعراق والعراقيين إذا ما فشلوا في معركة صفين الثانية لن تقوم لهم قائمة.