فلسفة الصفعات!
ــ مازن البعيجي ..
٢٤شعبان ١٤٤٣هجري
٢٠٢٢/٣/٢٧م
يذكر لي خال كان ضابطا نزيها وعصاميا قتل على أيدي بني الجلدة ممن مزقوا ثيابهم وخاطوا ثياب غيرهم من البعثيين الكبار! يقول كان هناك تمرين في الكلية العسكرية وهو أن ترى منطقة وتطلع عليها في النهار ويوضع لك شيء وفي الليل عليك الاستدلال عليه وانت معصب العينين، نوع تدريب لتكون قوي في إستخدام مخيلتك ومن غير العين الباصرة!
وأشعر هكذا دروس الصفعات، والبلاءات التي ما برحت يوما تفارقنا مع كثرة تعدد أنواعها وقساوة البعض منها ومستوى ايلامها، كأنها تريد منا الاهتداء إلى مقاصد يريدها منا الخالق العظيم أن نصل لها دون إستخدام الجوارح ولابد من تفعيل الجوانح، لأنها - الجوانح - لا تخطأ في التشخيص في الغالب وحكمها أقرب إلى الدقة، لذا فلا عجب أن يصفعك الدهر ومن يد قد ظاهرها كان له عنوان آخر يختلف جملة وتفصيلا! لدرجة أنك تفقد حنكة التفسير الظاهري وإيجاد مبررات ما يجري حتى تنضج الثمار على غصنها وتصبح في متناول يد المحتاج لها.
نعم هكذا رأيت فلسفة اشتعال بعض الحرائق من دون قدحة قادح لها، واظنها ذلك التمرين الصعب المخصص لقتل مناطق قد تكون مكمن للخطر في شخصيتنا ومكان الخلل. وعلى طريقة الطب البدوي الصحراوي الذي يجد في خنجره والنار صيدلية للكثير من العلل يستأنسها بالكي!
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..