تَشيّعَ على رصيف كركاس ..

تَشيّعَ على رصيف كركاس ..

Linkedin
Google plus
whatsapp
يناير 23, 2025 | 7:46 ص

ــ مازن البعيجي ..

جيرمان كارلوس البالغ من العمر ثلاثون عاماً ونيف مهندساً في أحدى أكبر شركة مصافي للنفط في فنزويلا، متزوج وله طفلان زوجته فرنسية تزوجها عندما كان يدرس هناك الهندسة ينحدر من عائلة مسيحية ملتزمة ، وهو متأثراً بالاجواء الدينية التي عليها عائلتهُ بسبب والدهُ الذي كان يعمل بأحدى الكنائس.

هو كثيراً ما شغلهُ موضوع البحث عن تفسير ومعادل موضوعي ليروي له نهمهُ وعطشهُ فيما يراه من طغيان العالم المستكبر الذي سخر الدين كواجهة لأقبح أفعاله!!!

وحالهُ حال الكثير ممن وقع في قبظة الإعلام المؤدلج والموجه حسب مقتضيات الحال والمصلحة والمنفعة!

بل حال حتى الكثير من العرب والمسلمين حملة القرآن والمصلين لله تعالى خمس صلوات يومياً وهم بقشرية لا تميز ولا تحمل من الإسلام إلا إسلام السلطة وقيادة وعاظ السلاطين! الشاذة بالغالب والتي تلوي رقبة الحديث والرواية والآية بغية وصولية ونفعية ، بل يشكل فيلق وعاظ السلاطين من أقوى أجهزة الدولة الظالمة والحامي لكل ثغورها التي يفتحها الوعي والبصيرة!!!

كان “جيرمان كارولس “مهتماً كثيراً بالشأن السياسي ومتابعاً لحركة العالم وصراع القوى وما تلعبهُ أمريكا من دور على وجه الخصوص والتي اطبقت الخناق على فنزويلا للحد الذي فَقدّت النخب السياسية معه الأمل بالتوصل الى حل ، والحصار الأخير الذي سبب وضع مأساوي للكثير من أبناء الشعب ،ماجعله أن يفكر في التخلى عن وظيفته المهمة والهجرة إلى بلد زوجته “فرنسا” .

لكن كلما فكر تحرك عنده شعور معارض … لمن اترك الوطن اذا مثلي يفكر في هجره!؟

طبعا هو قارىء جيد للوضع السياسي والديني المتحكم في مزاج الشعوب وان الدين أصبح مطية الاستكبار العالمي وخرج من ضبطه كونه دين الفطرة وحل السماء العادل والمنقذ ..

وبين أزمة البلد في المحروقات التي أضيفت إلى أزمات كثيرة سببها حصار أمريكا ….يذاع خبر في نشرة الأخبار ان هناك توجه من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإرسال ناقلات نفط عملاقة لفنزويلا الأمر الذي لم يصدقهُ الكثير ومنهم “جيرمان كارلوس” وقال في نفسه هذا ضرب من الخيال
لعدة أسباب منها إيران اصلاً محاصرة وومنوعة من التصدير، ومنها ان المسافة طويلة وفي كل مكان قوات أمريكية مسيطرة، ومنها أيضا ان المهمة صعبة وسوف تغرق أمريكا الناقلات في كل مكان او في البحر الكاريبي المكتظ في السفن الأمريكية ..

ولكن بعد فترة بدأ الإعلام الفنزولي ينشر خبر تحرك الناقلات وصور حقيقية بدأت تعرض مع تصاعد موجة من الترحيب والحرص على وصولها الفعلي المشكوك فيه فهم يعرفون تاريخ أمريكا الارعن الدموي وخطوة مثل هذه العمليه. وانقسم الرأي في الشارع الفنزولي منهم من قال هذه مجازفة ولن تسمح أمريكا بهذا… ومنهم من قال إيران تعرف ماذا تفعل!!!

“جيرمان” هو الآخر يراقب عن حذر ويسأل نفسه ما الذي حرك إيران لتركب أمواج الخطر وقد يتسبب هذا في قيام الحرب العالمية الثالثة او القضاء على إيران ، ولكن في داخله صوت يقول ان هذه الحركة واعية ومبصرة قد حسبها القادة بشكل جيد ولو تمت لحصل ما كنت أبحث عنه وهو المعادل المعقول الذي لابد منه في التصدي لمثل هذا الأستكبار الأخذ بالطول والعرض!!!

وأخذ يعد الأيام ولا يكاد يفارق الأخبار واشترك ببرنامج الأخبار السريعة من قناة الميادين فرع كركاس ليواكب الأخبار ..

حتى دخلت اول ناقلة الى المياه الإقليمية ثم رست وسط مئات من الجماهير والحكومة والمسؤولين واعلاميين وغيرهم نوع إنتصار كان من الضرورة بمكان ان تحصل عليه فنزويلا لكن من إيران أمرهُ يحتاج استراحة عقل لمعرفة كيف تم ذلك وأي شيء يقف خلف هذه الخطوة العظيمة خاصة وأن الشعب الفنزويلي ليس مسلم في الغالب ويقول في عمق وعيه هناك سر!!!

حتى استقرت الناقلة ونزل طاقمها للاستراحة وكان “جيرمان” على علاقة بالوفد المنظم للاستقبال الرسمي فطلب منهم ان يلتقي من يقود هذه المهمة من القادة الإيرانيين فوافقوا على طلبه ..

جاء يوم اللقاء وكان المكان في احدى صالات الناقلة وهو من حرص على ذلك..

بدأ الحوار بينهم بعد الترحيب بشكل لائق ثم عرف بنفسه وموقعه وديانته ومن ثم سأله لماذا هذه المجازفة!؟

تبسم وهو ذي وجه مريح وفي يديه مسبحة من طين لاحقا سألته عنها .

أجاب…سؤال مهم وواعي ومختصر يخبر عن عمق لوعة في جوانحك قال بلا اصبت ..

قال : الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة هي دولة إسلامية اي انها تنهج منهج القرآن الكريم الذي نزل على نبي الإسلام محمد صل الله عليه وآله وسلم وفي قرأنه دستور حي يتكيف مع كل عصر وتطور بشكل غير قابل للشك او الخلل في حال التطبيق الحرفي!

مهمة ذلك الدستور تحقيق العدالة في الأرض ، طبعاً بعد أن عُرفت مهمة القرآن من قبل الأستكبار والطغاة كما كل سيرة الانبياء التي حملت رسائل السماء الذين تعرضوا للتشويه والتكذيب وحملات توقف نشاطهم وتحقيق الأهداف ..
وهذا ما اخرج قوة السماء التي أدواتها الشعوب حال تمسكها بالنهج السماوي ، وهنا بلغت الامور حد اصبحت الشعوب وكل مقدراتها دكاكين لحفنة من الظالمين لا يتعدون في كل العالم الثلاثة الآلاف شخص يحكمون سبعة مليار من البشر!!!

“جيرمان كارلوس” كأن الطير وقف على رأسه والذي كان قد شغل التسجيل الصوتي في هاتفه من بداية الحديث..

وهذا طبعاً مخالف لكل رسالات السماء والإسلام بما انه خاتم الرسل فهو المعني بالتصحيح!

“جيرمان كارولس”….
لحظة سيادة القبطان ..
أي إسلام انت تعني وهل افهم من هذه الديباجة الرائعة والتي تنسجم وفكري قبل اللقاء بك
اي إسلام ؟الذي ظهر قاتل ومغتصب ويأكل السحت بل ووقف مع مثل أمريكا وشجع على حصار الدول ومنها بلدي!!!

“القبطان”… كلامك جدا صحيح ومهم الوقوف عنده مهما كلف الوقت ..

الإسلام حاله حال اي عنوان يمكن الإستفادة منه سياسياً فهو يحمل بريق الفطرة والكثير من المسلمين يحترمونه بالفطره ويقفون عند تعليماته ، لكن الخلل الكبير والخطر الجسيم من من تصدوا للمهمة غير مخلصين في الدفاع عن الإسلام الواقعي الذي نحن في نهج دولتنا اسميناه ” الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني ” وهذا يتصل بنموذج طبق الإسلام بالشكل الذي مكنه من تحرير رقاب الأمة حينها ليبقى ما فعله دستور يحث كل ذي عقل يريد الخلاص من اي هيمنة والذي قال فيه المهاتير غاندي ” تعلمت من ثورة الحسين كيف اكون مظلموماً فأنتصر “

وهنا اشر بيده على علامة اوك بابهامة مع انقباض شفتيه بتعجب وابتسامة!!!

واستطرد القبطان قائلا ……
لذا قام مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام ١٩٧٩ بثورة قادها علماء كبار واكاديميين وشخصيات اتخذت قرار لمواجهة الشاه الذي كان بوابة الغرب وامريكا في الخليج الفارسي ..

وفعلاً تحقق ما كان يريده القائد الثائر ولكي اختصر عليك المطلب والجواب كان شعاره نصرة المستضعفين الذين لا حيلة لهم ولاقوة على مواجهة الأستكبار وكان هذا الشعار هو من أعظم ما حفظ الثورة من مخططات الاعداء لأن الطغيان لا يعترف بغير القوة التي توقفهُ عند حده ونحن بفضل القيادة الحكيمة لدولتنا استطعنا الاستغناء عن كل ما تستعبد به أمريكا الشعوب من تكنلوجيا وتطور وادوات و أدوية وسلاح لينتهي الأمر إلى اكتفاء ذاتي في كل شيء ..
وهنا نحن اليوم نتخذ قرار فك الحصار عن كل الدول المحاصرة بغض النظر عن دينها والمعتقد فهو شعار الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني النموذج الأكمل من بين كل مدعين الإسلام المحرف ..

“جيرمان كارلوس” بلا شعور صفق واقفاً مندهشا وهو يقول للقائد هذا ما كان ينقصني من قراءة وحل للغز التفرد بالظلم دون رادع ..
وأضاف سائلا…سيادة القبطان هل من طقوس او شيء افعله لأكون على هذا الدين الذي ابهرتني فيه ؟؟؟فأجابه نعم ..
ولكن بعد ساعة نلتقي ووقتها اقول لك ما تريد..

وبعد ساعة توافد الطاقم الى الناقله لإقامة الصلاة على سطحها المعد للصلاة وبينما الإمام يستعد في مكانه إذ طلب القايد من الحاضرين المباركة والترحيب ببركة الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام بأعتناق “جيرمان كارلوس” الإسلام وتولي أهل البيت عليهم السلام ..

ولفظ الشهادة وسط تكبير وذرف الدموع من قبل من يشعرون بعزة الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني الخميني الخامنئي ..