منْ يؤطرون المرجعية جغرافيا!

منْ يؤطرون المرجعية جغرافيا!
ــ مازن البعيجي ..
١٢ شعبان ١٤٤٣هجري
٢٠٢٢/٣/١٥م
برزت منذ سنوات نغمة غريبة لم تكن من ميراث "الحوزة العلمية والدينية" ولا من متبنياتها، تهدف إلى نزع صفة "عالمية المرجعية" الشيعية التي اختلفت كثيرا عن كل المرجعيات الإسلامية، واختطت لها طريق استلته بالدليل العقلي والنقلي لتكون مرجعية المسلمين وليس الشيعة فقط! وهذه النغمة المخالفة لمنهج العترة المطهرة عليهم السلام هي اخبث أنواع المخططات التي لا تريد أن تؤثر أي مرجعية ولا تتحد المرجعيات فيما بينها، وما جرى على تقطيع الأوطان في "سايكس بيكو" لابد أن يجري عليها، وبالفعل نجح هذا المخطط ببركة غير المدركين لدور المرجعية العالمي، ودليل العالمية لا يحتاج إلى بحث واستدلال كبيرين، لأن أصل المرجعية هي نيابة المعصوم الغائب عجل الله فرجه الشريف، والغائب ليس له هوية بلد وأن كان قد حدد معالم مكان القيادة كالكوفة مثلا، هذا لا يعني أن المهدي عراقي والإمام الرضا عليه السلام إيراني! بل من يقول بذلك هو راكب في سفينة ضرب قوة وفلسفة الحوزة الشيعية وتفرقة قرارها الخطير على الاستكبار.
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء ١٠٧ .
تكفي لأن تكون هذه الآية دليل على عالمية من يخلفون المعصومين عليهم السلام خلفاء الرسول وهم العلماء المنحدرين من نهج مدرسة أهل البيت عليهم. إذا ما دمنا عرفنا ذلك سوف نعرف بالبداهه أن من يعزف على مثل الحوزة العراقية! ويركز على هذا النمط القومي والجغرافي هو ينفذ مشروع تمزيق وحدة المرجعية التي تهدف إلى جعل كل الشيعة تحت قرار واحد وهذا ما هو حاصل في مثل مرجعية السيد السيستاني حفظه الله هو إيراني المولد والمكان لكنه في العراق وهو زعيم لملايين الشيعة في العالم، ومثله السد الخامنائي المفدى إيراني المكان والوظيفة لكن اتباعه في كل العالم، هذا الامر طبعا لا يروق للسفارة والاستكبار من هنا هي تزرع ثقافة ومنطق حوزة عراقية وأخرى إيرانية وهكذا، أخذوا هذا الفخ الخطر!!!
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..