رصاصة القلم..

رصاصة القلم..

Linkedin
Google plus
whatsapp
ديسمبر 14, 2024 | 5:10 م

ــ كوثر العزاوي ..

للكلمة صدى وتأثير في عالم الدفاع عن الحق والانسانية عندما تُطلِقها فوّهة القلم، كما الرصاص من فوهات البنادق في سوح القتال، له أزيزٌ يُصيب الهدف بمقدار مهارةِ حامله -القلم- المُنطَلِقْ من عمق النية والإيمان الموسوم بالإخلاص بالدفاع عن الحُرُمات والمقدّسات، وتبيين الحقّ من الباطل عِبر الشواهد والبراهين، وماذلك إلّا عظيمُ جهادٍ لايقلّ أهمية وخطورة وتأثير ، وما مصطلح “جهاد التبيين” الذي أطلقَه سماحة الإمام الخامنئي

“أدام الله ظلّه وتوفيقه” مؤخَّرًا إّلا حافزا ودافعًا للكلمة الحرّة الملتزمة لتنطلق في ساحة الجهاد الثقافي والاجتماعي صادقة صادعة بالحق ، ومن هنا كان للمرأة قرارها في الإستجابة بتفعيل كلمتها بقلم الولاء مستذِكرة القدوة” فاطمة الزهراء والأسوة زينب “سلام الله عليهما” إذ أنّهما بوقفتِهِما يومئذٍ في مجالس الجبابرة، كُلٌّ في وقفة زمانية “تبيِينيةٍ” لذات الهدف الإلهي بالدفاع عن الحق وإمام زمانهما، إذ لم تسمح الزهراء وابنتها للعدوّ أن يروي كما يحب، ويزيّف الحقائق كما يشاء، ويحرّف الكَلِم عن مواضعه كما يحلو له، ويصوّرُ الأحداث لعوام الناس حسب الهوى ومايَخدم حُكمهُ ويُزيّن عرشه! فجاء معنى”التّبيين” منذ يوم التصدّي لتحريفِ ماصدرَ من مقرّرات يوم السقيفة، وما ورد من إِعلامٍ مضلّلٍ يوم الطف، فكان للكلمة الفاطمية والزينبية صدًى يَخرِقُ حُجبَ الدهر باقيًا جيلًا بعد جيل، بعناوين الحقيقة الناصعةِ لازورًا ولا تزييف ولاتضليل عبر أثير الخطبة الفدكية تارة والخطبة الزينبية في الكوفة والشام تارة اخرى!

ومن هذا المنطلق ، لابد من السعي لتحقيق الهدف الإلهي من(مقولة جهاد التبيين) الذي يتحقّق بالمرابطة في الميادين المختلفة والوقوف عند الساتر الثقافي في مواجهة سلاح العدو ومايسمّى بالحرب الناعمة المدمّرة لأهدافنا ومبادئنا وحصوننا ومقدساتنا.

وستبقى الكلمات شاهدة على عصور الظلام والقمع والاستبداد ودمار الإنسانية مابقيَ الدهر ، كما يبقى القلم سلاحًا لايقلّ تأثيرا وقوة عن الرصاص لأنه سلاح الغيارى على الدين والحق، وبريد حبٍّ لدعاة الإنسانية، ورسالة سلام تلفتُ بصائرَ الغافلين إلى تكاليفهم الشرعية، وتَعريفهم أدوارهم الإنسانية للنهوض بوجهِ المعتدين والحيلولة دون انتهاك حُرُماتنا ومقدساتنا

وكلٌّ قد علِمَ تكليفَه، رجل أو امرأة على حدٍّ سواء.

(..فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..)آل عمران ١٩٥

٢٦-رجب الأصب١٤٤٣هج

٢٨-٢-٢٠٢٢م