ليلة القبض على حظي!

ليلة القبض على حظي!

Linkedin
Google plus
whatsapp
يونيو 7, 2023 | 2:28 م

ــ مازن البعيجي ..

١٢ رجب ١٤٤٣هجري
٢٠٢٢/٢/١٤م

بعيدا عن السياسة المنافقة، وأدواتها التي أدمت قلوب الصادقين، والفقراء، والمساكين، على يد شهوات تتعاظم بنفس فلان وروح فلان الشرهة على حطام الدنيا..

وقريبا من مشاعر إنسان بسيط، لم تسعفه الحياة، وتمد يد العون له، ترك بين يدين من الحنان بمكان، وقلوب تخاف عليه من اخلص القلوب، قلب والدين الله وحده يعلم كم كانت الضرائب التي دفعت ليشتد عود وليدهم؟ ولكنه كبر وجسده يحمل من اسنة الصنوبر الحادة جراح يراها الأعشى حين يتلمس عمقها، لكن أنيق الثياب كان حلا يواري به تلك الندوب التي أضحت مثارا للسؤال هل عضك سبع أو ثار عليك لغم؟ والحال لا هذه ولا تلك! بل أنها سرقة جسدي يوم حاولت العبور به نحو ملجأ وكهف حصين!

لكن من يصدق في زمن العبور بمثل عبوري سهل يسير ودون كلفة شيء! والقدر يضحك على جسدي الممزق، يا قليل الخبرة تعال وأنظر إلى تلك الاجساد الناعمة والتي تعلو جلدها لمعة ترف ونظارة!

ليقرر مسكيننا الذي شحذته سكاكين البؤس وقهر الحوادث، وكلام الميسورين، وجسده النشاز، قرر أن يستعيد حظه ويحاول أن يعبر به من خطوط تلك الموانع، كما يحكي الركبان أنها أصبحت سهلة يسيرة ولا تحتاج جسد لتمزقه، وما ترويه أنت منذ سنين لم يحصل مع أحد.. فقرر الرحيل حيث يستقدم حظه، فبدونه العيش صعب ومكلف بأي إتجاه، وفي ليلة القمر فيها يخرج بعد الفجر، جاء به وهو يغط بنومه، وحنانا منه آثر أن لا يوقظه حتى يجعلها مفاجأة حين يوقظه بين يديه وفي عهد يظنه جديد جسدنا الممزق!
وفعلا بدأ يتجاز أول خطوط الحدود، وإذا بملك المدينة والذي تخافه أمة من شرطة وكلابها التي لا يخفى عليها شيء، فقد جارية له من أجمل الجواري، فأصدر قرار منع التجوال والترحال ومن يقبض عليه فورا إلى مشنقة الإعدام، ويالها من مصادفة!؟ ومن يصدق تلك الحادثة؟! جاءت الكلاب البوليسة تعوي واصواتها تدخل الرعب، في موقف لجسدنا المشوه لا يحسد عليه، بين حظ حاول إيصاله نائما ليفرح به، وبين قرار التفتيش الذي يبحث عن نديمة الملك الهاربة!

هنا وقف عليه شرطي وكلبه المعد للقبض على أمثالي يكاد يقطع حبله المتين! والصوت الهادر يقول وجدتها نديمة الحاكم! فمن يتأخر، قيدوه ووضعوا الجامعة في عنقه وسحبوه للقاضي قبيل الفجر وكيسه معه لازال لا يعرف ما حل به؟! دخلوا على الحاكم الجبار، فقيل ما في داخل هذا الكيس؟! فقال حظي! فلما فتحوه وجدوا شيء من أروع ما رأت العيون فقالوا ما هذا أنه ليس نديمة الملك! وعليه ولأنه أضاع علينا فرصة البحث، قرار يعدم صاحب الحظ ويطلق حظه المسروق وهو نائم..

سيفهما تلك روايتي من يعرف أن الحظ قد يكون مادة جريمة دون أن ينفذ به القانون!